سراح

في عتمة الليل، الآن أرى.. إذ أطلب من الله أن يمنحني الصفاء، فأدرك فجأة كيف عبثت بي مشاعري كل هذا الوقت.. كان كل شعور يُسلمني لآخر، أتأرجح بينهم حتى فقدت اتزاني.. على حافة اليأس يُدركني الأمل وفي قلب الأمل يبعثرني الخوف من جديد..


كنت أخاف.. أخاف أن تضيع مني أحلام لمستها بيدي.. تتسرب من بين أصابعي مثل حبات رمل ناعم تنثرها الرياح.. أخاف أن يلوث لون ما اللوحة الجميلة التي رسمتها في خيالي.. ومضيت «لفرط ما أحاول نسيان الوقت أقع في خطأ الانتظار، وأعلم أن من هو مثلي لا ينتظر شيئًا، ولا يرغب في شي».. وما جدوى الأشياء وقتئذ؟ حين يتربع الزهد في القلب بعد وقت طويل من الصبر والركض.. الآن أدرك جيدًا، إنها خدعة الأحلام، حيث تتبدى سرابا يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.. وأنا؟ لم أكن يومًا على وئام مع اللهث الطويل خلف الأشياء، أو اللهفة.. لي روح حرة تأنف أن يكبلها الوهم، ولا تقبل بما دون الحقائق الساطعة.. لي روح ملأى باليقين.. يحجبها الإيمان عن أن تُسلم نفسها للدنيا لتلف حول يديها أصفادًا حريرية..


صرت كلما خفت .. أطلقت نفسي للريح.. وأرخيت قبضتي عن كل شيء..

وحده التخلي صار يمنحني الحرية.. وأنا، أقدس حريتي جدًا..

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هذيان

صومعة