المشاركات

سراح

في عتمة الليل، الآن أرى.. إذ أطلب من الله أن يمنحني الصفاء، فأدرك فجأة كيف عبثت بي مشاعري كل هذا الوقت.. كان كل شعور يُسلمني لآخر، أتأرجح بينهم حتى فقدت اتزاني.. على حافة اليأس يُدركني الأمل وفي قلب الأمل يبعثرني الخوف من جديد.. كنت أخاف.. أخاف أن تضيع مني أحلام لمستها بيدي.. تتسرب من بين أصابعي مثل حبات رمل ناعم تنثرها الرياح.. أخاف أن يلوث لون ما اللوحة الجميلة التي رسمتها في خيالي.. ومضيت «لفرط ما أحاول نسيان الوقت أقع في خطأ الانتظار، وأعلم أن من هو مثلي لا ينتظر شيئًا، ولا يرغب في شي».. وما جدوى الأشياء وقتئذ؟ حين يتربع الزهد في القلب بعد وقت طويل من الصبر والركض.. الآن أدرك جيدًا، إنها خدعة الأحلام، حيث تتبدى سرابا يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.. وأنا؟ لم أكن يومًا على وئام مع اللهث الطويل خلف الأشياء، أو اللهفة.. لي روح حرة تأنف أن يكبلها الوهم، ولا تقبل بما دون الحقائق الساطعة.. لي روح ملأى باليقين.. يحجبها الإيمان عن أن تُسلم نفسها للدنيا لتلف حول يديها أصفادًا حريرية.. صرت كلما خفت .. أطلقت نفسي للريح.. وأرخيت قبضتي عن كل شيء.. وحده التخلي صار يمنحني الحرية.. وأ

صومعة

ليست نصًا أدبيًا، مجرد فضفضة مبعثرة. ...... الضيق يجتاحني، قدرتي على التحمل غدت ضئيلة جدًا. لست أستطيع البقاء على هذا الوضع مزيدًا من الوقت. التاسع عشر من شهر يوليو، الثانية صباحًا، الجامع.تجربة جديدة، كنت قد بيتت النيّة سلفًا، أخذت حمامًا بعد أن وضبت ما سآخذه في حقيبتي العزيزة ثم نزلت. صلاة التهجد كانت قد بدأت بالفعل. أدركتهم بعد انتهاء ركعتين. إنها ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان، فرديّة ! وقد وجب استغلالهن جميعًا .بعد انتهاء الصلاة ومغادرة الجميع لم يبق غيري أنا وأختي وصديقتها . انفردت كل منّا بزاوية في المصلى المثلث الشكل. المكيفات مفتوحة، أجهزة تصفية الهواء تعمل، الأضواء خافتة، الأصوات خامدة. وضعت مصحفي فوق الحامل أبيض اللون أمامي وشرعت في التلاوة. الجو كان خاشعًا بامتياز. ...... تلك الآية التي تشعر أنها تخترق كل الحواجز لتصيب قلبك مباشرة. الرسالة التي تطمنئك بأن مغفرة الله أعظم من ذنوبك. الرسالة التي تعطيك الثقة بأن عينك ما وقعت عليها صدفة بل لأنه، يحبك. الرسالة التي تردعك، وتشعرك أن أجلك قد دنا وزادك لن يبلغك. الرسالة التي ترشدك وكأنها تعرف تحديدًا ما يحصل لك، تخبرك بالتصرف ا

هذيان

الحفلة الصاخبة المُقامة في منزلنا الجميع منشغلون .. إنها الفرصة المناسبة أتسلل أنا إلى غرفتي في الطابق العلوي أخيراً ..  لقد نجحت في الهروب من هذا الضجيج المريع أدخل إلى الغرفة لأجدها مظلمة تماماً إلا من قبس صغير من ضوء القمر ينبثق عبر الستارة أزيحها لأختلس النظر إلى الخارج قليلاً أستند إلى ضلفة النافذة وأنظر إلى الأسفل لأجد الشوارع المزدحمة المليئة بالأضواء و أبواق السيارات والناس الذين يروحون في كل اتجاه والمحلات و القهاوي المنتشرة على أطراف الشوراع يا إلهي .. لقد سئمت هذا الازدحام المُزعج هل أهرب منه لأجده في مكان آخر ! إنني حقاً أحتاج إلى الهدوء ، ألن أنعم به أبداً أذهب لأرتدي  سماعات الرأس التي اشتريتها حديثاً لِنر قدراتكِ يا عزيزتي أشعر لوهلة أنّ كل الأصوات قد خمدت أو ربما هذا ما يخيّله لي عقلي الباطن أيّاً كان، هذا أفضل .. أتطلع إلى السماء بعد أن سئمت النظر إلى الأسفل لأجد القمر منتصباً في وسطها والنجوم اللامعة منتشرة حوله ، يالهُ من منظر ! أيّها القمر .. أنت تسمعني أليس كذلك؟ هل أخبرك شيئاً ، لقد سئمت التفكير في المستقبل إن هذا الأمر لا ينفكُّ يشغلني ل